
هجمات إسرائيلية واسعة النطاق في سوريا تنبئ بمواصلة النهج العدواني رغم هزيمة ترامب
القدس/عمان (رويترز) - شنت إسرائيل ضربات جوية على ما وصفته بأنه نطاق كبير من الأهداف السورية والإيرانية في سوريا يوم الأربعاء، في دلالة على أنها ستواصل سياسة توجيه ضربات عبر الحدود على الرغم من هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن ثلاثة عسكريين قتلوا وأصيب آخر.
وقال المرصد إن من بين القتلى خمسة إيرانيين من فيلق القدس بالإضافة إلى اثنين على الأقل من مقاتلين شيعة ربما من لبنان أو العراق. ونفى قائد من تحالف لقوى إقليمية داعمة لدمشق أن يكون من بين القتلى إيرانيون أو لبنانيون.
وقصفت إسرائيل مرارا ما تقول إنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا في السنوات الأخيرة وصعدت هذه الهجمات على مدى العام المنصرم فيما وصفته مصادر مخابراتية غربية بأنه جزء من حرب بالوكالة وافقت عليها واشنطن في إطار استراتيجية لكبح نفوذ إيران العسكري.
لكن هجوم يوم الأربعاء أصاب نطاقا أوسع من المعتاد بكثير من الأهداف وبدا الجيش الإسرائيلي أكثر إقداما على إعلان التفاصيل مما كان عليه في المرات السابقة مما يشير إلى نية واضحة لتوجيه رسالة للرأي العام عن التدخل الإيراني في سوريا.
وكان ترامب، الذي خسر انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، داعما قويا للتدخل العسكري الإسرائيلي ضد القوات الإيرانية في سوريا. وقال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إنه سيسعى لإحياء اتفاق نووي مع إيران انسحب منه ترامب.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي "على بايدن أن يسأل نفسه ما الذي تسعى إليه إيران تحديدا في سوريا؟".
وقالت إسرائيل إنها ترد على ما وصفته بأنه عملية رعتها إيران شملت زرع سوريين لعبوات ناسفة قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجوم شمل ثمانية أهداف في المنطقة الممتدة من القطاع الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان إلى محيط دمشق.
وأضاف أنها شملت مقرا إيرانيا في مطار دمشق الدولي، وهو "موقع عسكري سري" كان يستخدم "كمنشأة ضيافة للوفود الإيرانية البارزة التي تأتي إلى سوريا لتنفيذ عمليات" والفرقة السابعة من القوات المسلحة السورية.
وتابع أن بطاريات صواريخ سطح جو سورية متطورة استُهدفت كذلك "بعد أن أطلقت النار على طائراتنا وعتادنا".
وقال قائد سابق بالجيش السوري لرويترز إن الهجوم استهدف كذلك قاعدة لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران في سوريا قرب الحدود اللبنانية إلى جانب قواعد في منطقة جنوب دمشق ومواقع أمامية في القطاع الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان.
ولم يشر كونريكوس لأي أهداف تخص حزب الله.
وتقول دول غربية إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن دعم حلفاء طهران في حروب بالوكالة في الشرق الأوسط.
ولم تعترف حكومة الرئيس بشار الأسد علنا مطلقا بوجود قوات إيرانية تحارب إلى جانبه في الحرب الأهلية السورية.
وتقول مصادر مخابراتية غربية إن ضربات إسرائيل هذا العام قوضت النفوذ العسكري الواسع لإيران في سوريا دون أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الأعمال القتالية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)
هذا المحتوى تم نشره يوم 18 نوفمبر 2020 - 14:57 يوليو,18 نوفمبر 2020 - 14:57
من جيفري هيلر وسليمان الخالدي