
سياسة بايدن في سورية: مقاربة جديدة أم استمرار للقديم
. قدّم مروان قبلان مداخلة حاول من خلالها دراسة ملامح السياسة الخارجية لإدارة بايدن تجاه سورية، مستندًا إلى المتغيرات الآتية: فلسفة الإدارة ومواقف الفاعلين الرئيسِين فيها، ومواقف التحالف الذي أوصل بايدن إلى الحكم من المسألة السورية، والتحديات والأولويات التي تواجه إدارة بايدن داخليًا وخارجيًا، ودرجة الدعم والمعارضة التي يحظى به أداء دور أكبر في الملف السوري. وبناءً على تحليل هذه المتغيرات، استنتج قبلان في مداخلته أن سورية لا تظهر بوضوح على أجندة إدارة الرئيس بايدن، بل هناك تعمّد واضح لتجاهلها؛ وهذا يعني، وفقًا له، غياب سياسة أميركية خاصة بسورية، مشيرًا إلى أنها ستبقى ملحقة باتجاهات العلاقات الأميركية مع اللاعبين الثلاثة الآخرين، وهم إيران وتركيا وروسيا، إضافة إلى إسرائيل. ورأى أنّ هناك تغيرًا في السياسة الأميركية من حيث الأولويات في سورية؛ إذ إن الأولوية في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب كانت احتواء إيران وتقليص نفوذها. أما الأولوية بالنسبة إلى بايدن فقد عادت إلى ما كانت عليه في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما (2009-2017)، لتصبح مواجهة تنظيم الدولة. وأضاف قبلان أنه لا يرجح أن تستفيد إيران كثيرًا من إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حيث إن ذلك سوف يشعل فتيل المنافسة الإقليمية من جديد، وسيمنع بايدن من تهدئة المنطقة من أجل التفرغ لمواجهة صعود الصين. وهنا يكمن، بحسبه، التمايز بيت إدارة بايدن وإدارة أوباما بخصوص إيران. واختتم قبلان مداخلته بالقول إن الانقسام الذي كان سائدًا بين ترامب والمؤسسات الأميركية، ولا سيما البنتاغون والخارجية، بخصوص السياسة في سورية قد انتهى؛ إذ يوجد حاليًا، بخصوص سورية والأولويات الأخرى في الإقليم، تناغم بين البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية. وأضاف أن سياسة إدارة بايدن تجاه سورية لن تكون أفضل من سياسة ترامب، بل قد تكون انعكاساتها أسوأ، إذ إن سورية ستكون مهددة في وحدتها إذا اختار بايدن دعم نشوء إدارة ذاتية بقيادة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، موصيًا بوجوب إيجاد سبل لوضع مسألة سورية على ضمن أجندة إدارة بايدن خارج إطار ثنائية الإرهاب واللجوء، والدفع في اتجاه حل الصراع فيها حتى لا تبقى القضية معلقة.